عندما تعود بنا الذاكرة إلى أيام المدرسة، نتذكّر جميعاً المواد التي كانت تخيفنا وتقلقنا والتي لم نكن نحتمل حتى سماع اسمها. سواء كانت الفيزياء أو الرياضيات أو التاريخ، فقد كان معظمنا يراقب الساعة بانتظار سماع صوت الجرس حتى تنتهي الحصّة. لكن لا يمكننا إنكار أن كل موضوع منها يحمل معلومات هامة، لا سيما التاريخ — الذي يروي لنا الأحداث التي شكّلت حياتنا المعاصرة.
وتاريخ المال مهم جداً، لكن للأسف يتم تجاهله. على سبيل المثال؛ هل تعلم أن المقايضة كانت أول شكل من أشكال المال؟ حتى أنها لا زالت تستخدم في يومنا الحالي.
استعد للاستماع إلى درس في التاريخ، لكن لا تقلق فهو لا يتعلق بالحرب العالمية الأولى أو الثانية، بل نعدك بأن يكون أبعد ما يكون عن الملل.
نظام المقايضة
بالعودة إلى العام 6,000 قبل الميلاد، في الوقت الذي لم يكن فيه المال موجودًا، كان نظام المقايضة هو الأسلوب الوحيد للتعامل المادي. واشتمل هذا النظام على تبادل سلعة مقابل أخرى بين قبائل بلاد ما بين النهرين والفينيقيين. على سبيل المثال، إذا كنت موجودًا في ذلك الوقت، وكان لديك تفاح ولكنك كنت بحاجة إلى برتقال، فكلّ ما عليك فعله هو البحث عن أولئك الذين لديهم برتقال وبحاجة إلى التفاح. نعم، لقد كان الأمر بتلك البساطة!
وبتطبيق هذا على سيناريوهات العصر الحديث، يتبادل الكثير من الناس الخدمات فيما بينهم. وإحدى الأمثلة التي نذكرها جيّداً، قيام إحدى المعلمات ذات مرة بعرض دروس مجانية في الغناء على إحدى كاتبات المحتوى في فريقنا، على أن تقوم بالمقابل بمساعدتها في كتابة مضمون الموقع الإلكتروني لأكاديمية الغناء!
التحوّلات التي شهدها المال
العملات المعدنية: أصبحت العملات المعدنية هي النقطة المحورية التي غيّرت مسار التبادل من المقايضة إلى المعادن البرونزية والنحاسية، وذلك حوالي العام 770 قبل الميلاد. في الصين. أراد الصينيون إيجاد وسيلة تبادل ملموسة وقيّمة، وبعد الكثير من المداولات، ابتكروا العملات الدائرية — التي يسهل وضعها في الجيب وتبادلها- مما فتح الباب أمام حصول التقدّم الاقتصادي.
العملات الورقية: لتجنب تكرار الشعور بالملل الذي ربما كنت تعانيه في حصص التاريخ أيام الدراسة، سنختصر التفاصيل غير المهمة وننتقل إلى الوقت الذي قرر فيه الصينيون إضافة العملات الورقية إلى العملات المعدنية المستخدمة في السوق. وعلى الرغم من أن السوق استغرق بعض الوقت للتكيف معها، فقد تم قبولها لاحقًا كوسيلة صالحة للتبادل. لكن هل تعلم أن هذه الأشكال المالية المتواضعة قد أشعلت حربًا حقيقية؟ فقد اندلعت حرب العملات بين زعماء العالم أثناء محاولتهم خفض قيمة عملات الدول الأخرى وتحفيز اقتصادات بلادهم.
المال في العصر الحديث: وصلنا إلى المقطع المألوف لنا جميعاً! مع أننا لا نزال نستخدم العملات المعدنية – مثل السنتات الأمريكية – ونستخدم العملات الورقية — مثل الدينار الأردني واليورو والدولار- فقد تطوّر المال وأصبح أكثر من مجرد مورد ملموس.
اليوم، هناك العديد من البطاقات وطرق الدفع الرقمية وغير النقدية تحت تصرفنا. ولكن حتى حين لا نرى المال أو نشعر به، فإنه لا يزال وسيلة قيّمة للتبادل.
خلاصة الموضوع؟
في حين أن المال قد تطوّر بشكل كبير على مر السنين، وما زلنا لا نعلم مساره المستقبلي، فإنه لا يزال يشكل وسيلة مهمة للتبادل حتى يومنا هذا، كما أن له تأثيراً محورياً على طريقة حياتنا وعملنا. ولهذا السبب، من المهم معرفة الطريقة الصحيحة لإدارته.
يكمن مفتاح النجاح المالي في فهم قيمة وتاريخ أموالك. والآن، بعد أن تعمقت في تاريخ هذه العملات، نأمل أن تتمكن من إيجاد طرق فعالة لإدارة أموالك، سواء كان ذلك من خلال التوفير أو الاستثمار أو حتى الإنفاق بطريقة مدروسة وأكثر ذكاءً. ونأمل أيضًا أن تكون قد نجحت في إبقاء عينيك مفتوحتين طيلة هذا الدرس التاريخي الموجز!