مهما حاولنا، لن نتمكن من وصف مدى أهمية أن تحقق أعلى استفادة من أموالك. تتساءل كيف؟ الاستثمار هو إحدى الطرق. لكننا سنكون أول من يعترف بأن الإبحار في عالم الاستثمارات يمكن أن يكون مربكاً، خاصة إن كان سماع كلمات مثل الأسهم وصناديق الاستثمار المشتركة وصناديق المؤشرات المتداولة يجعلك تشعر بالدوار.
لهذا السبب، تعاونا مع زميلتنا رندا حمدان، إحدى مستشاري إدارة الثروات لدينا، لتجيبنا على بعض الأسئلة الشائعة حول الاستثمارات وبالتالي تمكينك من البدء بالاستثمار بكل ثقة!
لكن أولاً، ما هو الاستثمار؟
بشكل عام، الاستثمار هو عملية وضع المال في شيء ما – مثل الأسهم والسندات وما إلى ذلك – بهدف تحقيق الربح المادي على المدى البعيد.
ما هي بعض أنواع الاستثمارات؟
- السندات: وهي تمثل قرضاً تمنحه أنت لمقترض مثل شركة أو حكومة. بينما يستخدم المقترض هذه الأموال لتنفيذ أعماله وتمويل مشاريعه، ستحصل أنت على سعر فائدة محدد مسبقاً على استثمارك خلال فترة محددة. وأخبرتنا رندا: لهذا السبب تُعرف السندات باسم أدوات الدخل الثابت. بالإضافة إلى ذلك، فإن السندات لها تاريخ استحقاق، تماماً مثل القروض الحقيقية، فبمجرد وصولها لهذا التاريخ، يجب على مُصدر السندات (أي الشركة أو الحكومة) سداد الأموال إلى حامل السند الذي أقرضها (أي أنت).
- الأسهم: وهي أكثر أنواع الاستثمار شهرة وتمثل حصصاً في شركة تشتريها أنت كمستثمر لتكتسب ملكية جزئية لتلك الشركة، مما يؤهلك للحصول على مزايا معينة، بما في ذلك العوائد المالية – أي نسبة من أرباح الشركة تساوي عدد الأسهم التي تمتلكها، وبإمكانك أيضاً بيعها عندما ترتفع أسعار الأسهم لكسب بعض المال.
- صناديق الاستثمار المشتركة: هي استثمارات يديرها مجموعة من المتخصصين في الاستثمار وتتيح لك تجميع أموالك مع مستثمرين آخرين لشراء مجموعة من الأسهم أو السندات أو الأصول الأخرى. توصي رندا بهذا النوع من الاستثمار لمن يرغب بتنويع محفظته الاستثمارية ولكن يجد صعوبة في القيام بذلك بمفرده. وكمستثمر في الصندوق المشترك، لن تمتلك جميع الأصول في الصندوق، لكنك ستمتلك حصصاً منها، وستكتسب عائداً من أرباح الأسهم، أو الفوائد على السندات، أو المكاسب الرأسمالية عند بيع أصلاً بسعر أعلى مما اشتريته.
- صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة (ETFs): وتشبه في طبيعتها صناديق الاستثمار المشتركة من حيث أنها هي أيضاً مجموعة من الأصول التي يمكنك امتلاك حصص منها. لكن صناديق المؤشرات المتداولة تختلف قليلاً. أولاً، يتم شراؤها وبيعها في البورصة مثل الأسهم. وثانياً، يمكن شراء وبيع صناديق المؤشرات المتداولة في أي وقت أثناء ساعات التداول في البورصة، لذا يمكنك كسب الأموال من خلال مراقبة تقلبات أسعارها ومعرفة الوقت الأنسب للبيع أو الشراء.
هل هناك حد أدنى لما عليك أن تكتسبه شهرياً لتتمكن من الاستثمار؟
بحسب ما أخبرتنا رندا، لا توجد قواعد صارمة حول المبلغ الذي يجب أن تكسبه شهرياً لتتمكن من الاستثمار، طالما أن لديك ما يكفيك من المال لنهاية الشهر ولكن حتى لا تحمّل نفسك أكثر من طاقتها، توصي رندا بتخصيص ما مقداره 10٪ إلى 15٪ من راتبك للاستثمار.
أضافت رندا بأن الحد الأدنى للمبلغ الذي تحتاجه سيختلف حسب نوع الاستثمار. فمثلاً، عند تداول الأسهم، ستدفع مقابل اختيارك من الأسهم والعدد الذي ترغب بشرائه. أما مع صناديق الاستثمار المتداولة وبعض الصناديق المشتركة، ستدفع مقابل سعر الحصة في الصندوق، مهما كان. لكن عند الاستثمار بأنواع أخرى من الصناديق المشتركة، ستحتاج إلى دفع ما بين 500 دولار إلى 5,000 دولار، بينما مع السندات ستحتاج لدفع أموال أكثر لأنها تكلف ما يزيد عن 50,000 دولار.
لذا، في حال لم يكن ما قيمته 10٪ إلى 15٪ من راتبك كافٍ الآن، قم بادّخار هذا المبلغ بانتظام حتى يصبح كافياً.
هل هناك رسوم مرتبطة بالاستثمارات؟
ذكّرتنا رندا بأن المنتجات والخدمات الاستثمارية، كغيرها من المشتريات، يترتب عليها بعض الرسوم، ومن المهم أن تكون على معرفة بهذه الرسوم لتتمكن من الاستثمار بحكمة.
إليك بعض هذه الرسوم:
- رسوم الشراء: وهي رسوم منفصلة عن سعر الأصول وتُدفع كتعويض للوسيط عن عملية شراء الاستثمار.
- رسوم البيع: وهي رسوم تدفعها لتعويض وسيطك عن عملية بيع الاستثمار.
- رسوم الفارق السعري: وهي الفرق بين أعلى سعر يستطيع المشتري دفعه وأدنى سعر يقبله البائع.
- رسوم الإدارة: وهي رسوم إدارة صندوق الاستثمار بشكل مهني محترف من قبل مدير استثمار.
- رسوم الحفظ الأمين: وهي رسوم يدفعها المستثمر للوسيط الذي يتعامل معه مقابل حماية استثماراته.
ماذا عليك أن تراعي أيضاً قبل الاستثمار؟
لا تخلو الاستثمارات من المخاطر، وبطبيعة الحال عند الاستثمار سوف يتأثر استثمارك بتقلبات السوق، مما يعني أن قيمته ستكون عرضة للارتفاع والانخفاض. لذا، اسأل نفسك: إذا انخفضت أسهمي، هل سأشعر بالارتباك لدرجة أنني سأبيعها حتى لو لم يكن الوقت مناسباً؟ إذا أجبت بـ نعم، فنصيحة رندا لك هي: افهم المخاطر التي يمكنك تحملها لأن فهمها سيساعدك على اختيار الاستثمار الأنسب لك
إضافة إلى ما سبق، شجعتنا رندا على التفكير في الأفق الزمني لاستثماراتنا، مما يعني المدة الزمنية التي نخطط فيها للاحتفاظ بالاستثمار قبل بيعه. تقول رندا: إن كان بإمكانك ادّخار المال لهدف على بُعد 5 سنوات من الآن، فلا شك أن الاستثمار يناسبك، ولكن إن كنت تفكر في الاستثمار لتغطية تكلفة سيارة جديدة أو حفل زفاف، فقد تكون الودائع أنسب لك.
انقر هنا للتواصل مع مستشار من قسم إدارة الثروات لدينا.