تخيّل كم ستكون الحياة أجمل لو قام أحدهم بتحويل مليون دينار لحسابك عن طريق كليك! لسوء الحظ، فرصة حدوث ذلك شبه معدومة، وعلى أي حال، كليك لا يسمح بالحوالات بهذا الحجم.
هل سبق وسألت نفسك: كيف أصبح الأثرياء أثرياء؟ قد يبدو لك أحياناً أن الأثرياء يعيشون في عالم آخر بعيد عن المخاوف المالية التي يعاني منها الكثير منا. وقد تظن أن هناك أسراراً للانضمام إلى طبقة الأثرياء، لكن الحقيقة هي أن الثراء يأتي من فهم عالم المال والتخطيط المالي الذكي.
جميعنا نحلم بأن نصبح أثرياء. لكن أن تصبح ثرياً لا يقتصر فقط على كسب المزيد من المال. فالطريقة التي تفكّر وتخطط بها كل يوم، والعادات الموجودة في روتينك، وكيف تتصرف بأموالك وأين تضعها وما إلى ذلك، كلها أمور لها نفس القدر من الأهمية في رحلتك على طريق الثراء.
والآن بعد أن جذب الموضوع انتباهك، دعنا نفشي لك بعض من أسرار الأثرياء. فمن يدري، قد تكون أنت المليونير القادم في يوم من الأيام!
-
الوقت هو العملة الأكثر قيمة
يدرك الأثرياء قيمة الوقت عندما يتعلق الأمر بالاستثمار ، فحتى الاستثمارات الصغيرة يمكن أن تتحول إلى أصول كبيرة بمرور الوقت، لذلك فهم يبدأون بالاستثمار مبكراً بدلاً من الانتظار حتى وقت لاحق.
فمثلاً، إذا قمت باستثمار 10,000 دينار في عمر الـ 25، فستمتلك ما يقارب 217,000 دينار بحلول عمر الـ 65 إذا افترضنا أنك تحصل على معدّل عائد سنوي نسبته 8%. لكن إذا انتظرت حتى عمر الـ 35 لتستثمر نفس المبلغ، فستحصل على 101,000 دينار فقط بحلول عمر الـ 65.
يفهم الأثرياء أيضاً أهمية الوقت عندما يتعلق الأمر بإنفاق أموالهم. هل سمعت عن الملياردير الذي قام بشراء طائرته الخاصة؟ عندما سُئل عن الأمر، قال بأن شراء الطائرة كان أذكى عملية شراء قام بها على الإطلاق، ومع أنها كانت باهظة الثمن إلا أنها وفّرت عليه الكثير من الوقت، وبرأيه فإن الوقت هو الأصل الوحيد الذي لا نملكه.
-
راتبك لن يجعلك ثرياً
تسلق سلم الشركات قد يزيد دخلك الشهري لكنه لن يجعلك ثرياً، ففي مرحلة ما، ستصل إلى الحد الأقصى من الدخل الذي يمكنك اكتسابه، إلا في حال كنت الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات العالمية الكبيرة!
إحدى الحقائق المؤلمة عن عالمنا هي أن العمل الجاد لا يقود بالضرورة إلى الثراء. وإذا كنت تكسب دخلك الوحيد من خلال وظيفة تتقاضى فيها أجراً مقابل وقتك، فإن أرباحك ستكون دائماً محدودة بعدد الساعات التي تعملها في الأسبوع. لذا، بدلاً من أن تعمل أنت من أجل المال، دع أموالك تعمل من أجلك!
يعلم الأثرياء أن الطريق الحقيقي إلى بناء ثروة يكمن في اكتساب الدخل السلبي، وهو الدخل الذي تحصل عليه من أعمال ليس لديك فيها مشاركة نشطة أو تدخل مباشر، سواء كان ذلك الاستثمار في الأسهم، أو تأجير العقارات، أو الشراكات الصامتة، فإن أي شيء يحقق لك ربحاً بدون بذل أي مجهود أو مع بذل مجهود بسيط للغاية يعمل على زيادة أرباحك بما يتجاوز ساعات اليوم.
-
امتلاكك للمال لا يعني أنك ثرياً
قد تتساءل: “كيف ذلك؟” دعنا نشرح لك! افترض أنك ربحت جائزة نقدية قدرها مليون دينار وقمت بشراء كل ما تحلم به، من منزل وسيارة وما إلى ذلك. وبعد 3 سنوات وجدت نفسك مفلساً تماماً. أنت لم تعد ثرياً!
إن كونك ثرياً والبقاء كذلك يعتمد على أكثر من مجرد امتلاك المال. إذا كنت تفتقر إلى العقلية المالية الصحيحة، فلن تتمكن من تحقيق ذلك أبداً. لتكسب المال وتصبح ثرياً تحتاج إلى تدريب نفسك وتطوير القدرة العقلية والمهارات المالية للتعامل مع أموالك بطريقة صحيحة تضمن نموّها، حتى لا تسيء إنفاقها وينتهي بك الأمر مفلساً.
-
عدم أخذ المخاطر هو أكبر خطر
يعتقد البعض أن الثروة يتم تحقيقها من خلال الحذر المالي الشديد، إلا أن العديد من الأثرياء يدركون أن عدم المخاطرة يمكن أن يكون الخطر الأكبر على الإطلاق. فمن خلال تقييم الفرص وأخذ المخاطر المدروسة قد تفتح الباب أمام مكاسب مالية كبيرة، سواء كان ذلك الاستثمار في شركة ناشئة، أو الدخول إلى سوق جديد، أو اتخاذ قرارات تجارية استراتيجية.
لكن دعونا لا ننسى أهمية إدارة المخاطر، سواء من خلال التنويع والتأمين أو من خلال تحليل شامل للنتائج المحتملة، وموازنة المكاسب المحتملة مقابل المخاسر المحتملة. وفي حين أن ليس كل مخاطرة ستؤدي إلى النجاح، فإن القدرة على تمييز ودراسة الفرص هي من صفات استراتيجيات بناء الثروة الناجحة.
-
القروض ليست للفقراء فقط
قد تبدو لك عبارة “عليك إنفاق المال لكسب المزيد من المال” وكأنها تُستخدم لتبرير الإنفاق المفرط. لكن بالنسبة للأثرياء، فهي قاعدة ذهبية لبناء الثروة، والمفتاح هو الاستفادة من أموال الآخرين لزيادة ثروتهم. وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، فإن الأثرياء يقترضون المال أيضاً! ولكن هنا يكمن السر: فهم يستخدمون هذا المال بشكل استراتيجي. مثلاً، بدلاً من استخدام أموالهم الخاصة لتمويل مشروع ما، يقوم الأثرياء بأخذ القروض واستخدام أموال البنك. يتيح لهم هذا استخدام أموال الآخرين لكسب المزيد من المال، بينما يحتفظون برؤوس أموالهم لاستثمارات أخرى.
لذا، فإن إن الاستفادة من الديون المفيدة التي تستخدم لتمويل الاستثمارات والأصول التي من المتوقع أن تزداد قيمتها، مع تقليل الديون الضارة التي تستخدم لتمويل الأصول التي من المتوقع أن تنخفض قيمتها، هو نهج شائع بين الأثرياء.
لا يمكنك أن تصبح ثرياً في يوم وليلة، لكن بإمكانك زيادة ثروتك بانتظام مع مرور الوقت من خلال كونك مسؤولاً في التعامل مع أموالك واعتماد الاستراتيجيات الذكية والبحث المستمر عن فرص ومصادر دخل جديدة والتركيز على المكاسب طويلة المدى.