لقد شهد عالم القهوة تحولاً كبيراً على مدار العشرين عامًا الماضية، حيث أصبحت القهوة تخصصًا وليس مجرّد سلعة، وأصبح الكثيرون من محبّي القهوة يفضّلون احتساء فنجاناً مميًزاً ومستخرج بمسؤولية ومليء بالنكهات، مثل الفاكهة والشوكولاتة، على القهوة سريعة التحضير. كما شهد العالم المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل على تثقيف الناس حول الموجة الثالثة للقهوة المختصّة
عندما تدخل محمصة بُنّي الموجودة في جبل اللويبدة، تحيط بك رائحة القهوة المحمّصة من كلّ جانب، ويتم الترحيب بك من خلال رفوف البيع المجهزة بالمعدات والبضائع، والقهوة والخلطات. ستلاحظون أيضًا وجود أكياسٍ من البُن الأخضر المستورد حديثًا، وانهماك الموظفين في تعبئة البُن المحمّص الطازج في أكياس.وعلى الرغم من أن المحمصة معدّة لتسليم الطلبيّات، إلا أنه بإمكان العملاء أيضاً الاستمتاع بمشاهدة عمليّة التحميص، والدردشة مع الموظفين وطرح الأسئلة
تقول شيرين، الشريك المؤسس في شركة “بُنّي”: نحن نميل إلى الشراء من الشركات التي تغرس فينا شعورًا بالثقة في طريقة عملها، ومصدر المواد الخام التي تستخدمها. وبإمكانكم مشاهدة جميع الأمور التي نقوم بها، حرفياً، عند زيارة محمصنا.
القصّة
لقد قام الشريكان المؤسسان في ”بنّي“، وهما شيرين محيسن وزوجها جيمس لِن، بالدمج ما بين شغفهما بالقهوة ووجود فجوة في السوق الأردني؛ فعملا على تقديم التوجيه للشركات والأفراد لتبسيط التعقيدات المرافقة للقهوة الرائعة.
تقول شيرين: سواء تعلّق الأمر بجودة البُن أو درجة التحميص التي يجب اختيارها، أو كيفيّة العثور على وصفة متوازنة، فهناك العديد من الطرق التي يمكننا دعمها. لقد انطلقنا إلى عالم الأعمال بهدف الجمع بين روتين القهوة المتّبع في عطلة نهاية الأسبوع والالتزام بالإنجاز المهني، للمساهمة في تعزيز مشهد القهوة في المنطقة
تتمحور العلامة التجاريّة ”بُنّي“ حول ثلاثة أشياء: الشفافيّة والتمكين والاحترام … والقهوة الرائعة دون أدنى شك! وعند إلقاء نظرة على أيّ من أكياس القهوة، فإن قيم الشركة تنعكس بوضوح تام. ستجدون إسم البلد والمنطقة والمزارع، وحتّى الإحداثيات الدقيقة لقطعة الأرض التي تم حصد القهوة منها
كما تقول شيرين: نعتقد أن للعميل الحق في الاطلاع على آلية عملنا، وعلى تفاصيل القهوة التي يحتسيها، لذا، نكشف بكل فخر عن مصادرنا؛ والتي ينبغي الإشارة إليها لما تقدّمه من مساهمة لا تقدّر بثمن لإنجاح هذه العمليّة
التمكين
يأتي التمكين على أشكال مختلفة في بنّي، وذلك من خلال الاكتفاء الذاتي، وتبادل المعرفة، والمساواة بين الجنسين في مكان العمل
تقول شيرين: إن تمكين شركائنا، وخاصة من الشركات والأعمال، هو جزء من مصلحتنا كما هو جزء من مصلحتهم. إذا كان أحد العملاء يحتسي قهوتنا، سواء في محمصنا أو لدى أحد عملائنا، فنحن نريد أن يكون مذاقها كما ينبغي، وأن تتمكّن من عكس العمل الجاد وراءها.
حتى كشركة صغيرة، فإنّ الإناث يشكّلن 50٪ من قوتنا العاملة عبر نقاط البيع بالتجزئة والخدمات اللوجستية، وأيضاً بين موظفي تحضير القهوة!
التغلّب على التحديات
كثيراً ما نسمع ذلك من رياديّي الأعمال، ولا بدّ لكل عمل تجاري أن يبدأ مع مجموعة من التحديات الخاصة به
أضافت شيرين: يتمثّل التحدّي الأكبر الذي واجهناه في محدوديّة الموارد المتاحة محليًا، لذا نعتمد كثيراً على الاستيراد. ولقد عمل أخذ ذلك في عين الاعتبار عند التخطيط للأعمال، إلى جانب التأخيرات والمشكلات اللوجستية التي تمت مواجهتها على مدار العامين الماضيين، على جعل الأمر صعبًا في البداية
وهذا هو السبب في كونهم قد اضطروا إلى القيام بشراء المواد الخام قبل 6 أشهر من بدء العمليّات، حتى يتمكّنوا من مواكبة الطلب والخدمات اللوجستية
لذا، يتوجّب على كل شركة ناشئة معرفة أولوياته للحفاظ على استمرارية الأعمال ونموها، فهناك دائمًا مجال للتحسين، ولكن وفقًا لشيرين؛ لا يكون ذلك دائمًا ممكنًا في البداية
تقول شيرين: كان علينا ترتيب أولوياتنا لعدم قدرتنا على الحصول على التمويل واعتمادنا فقط على مدخراتنا الخاصة. وبمجرد قيامنا باختبار المفهوم، وبناء الثقة بين عملائنا وزبائننا من خلال شركة راسخة، قررنا إعادة استثمار الجهود والموارد في بناء العلامة التجاريّة والقيام بعمليّات التسويق
الانضمام إلى بنك الاتحاد
سواء كنت تملك حساباً تجارياً أو كنت جزءًا من شبكتنا للشركات الصغيرة والمتوسطة أم لا، بإمكانك الاستمتاع الآن بقهوة “بُنّي” التي تقدّم طازجة في بعض فروعنا الجديدة في اللويبدة ومكة مول وأم أذينة وشارع الرينبو. كما قامت ”بُنّي“ أيضاً بالتسجيل في برنامج الاتحاد للأعمال، وهو أحدث منصاتنا البنكيّة للأعمال
لقد اختتمت شيرين حديثها قائلة: نحن نميل إلى استخدام المنصّة بشكل متزايد لإنجاز الأعمال البنكيّة اليومية؛ وذلك بشكل أساسيّ لدفع الفواتير وإجراء التحويلات. إنها وسيلة سهلة الاستخدام وخالية من أي تعقيدات