في عصر العولمة، من السهل أحياناً أن نغفل عن الشركات المحلية. وقد لا يخطر لنا أننا من الممكن أن نصنع فرقاً كبيراً داخل مجتمعاتنا من خلال اختيار دعم الشركات المحلية، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ولهذا السبب، سنكتشف في هذا المقال تأثير هذه الشركات وكيف يعود دعمها بالفائدة على الجميع.
خلق المزيد من فرص العمل
يعد دعم الشركات المحلية أمراً ضرورياً لخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي. عادةً ما تفضل الشركات المحلية، وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها، توظيف أشخاص من مجتمعاتها بدلاً من الاستعانة بالعمالة الخارجية. وهذا يعني أنك عندما تختار إنفاق أموالك على منتج محلي، فإنك تساهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل لجيرانك وأصدقائك. وتعمل هذه الوظائف بدورها على تحفيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة دخل الأفراد وتعزيز القدرة الشرائية المحلية.
في الأردن، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد، حيث تشكّل أكثر من 90% من الشركات الخاصة وتوظف أكثر من نصف القوى العاملة. وبالنظر إلى هذه الحقائق، يصبح من الواضح أن دعم الشركات المحلية يمتدّ لأبعد من مجرد عمليات شراء بسيطة، فهو استثمار في مستقبل مجتمعنا، وعند شرائنا لمنتجاتهم أو خدماتهم، فإننا نساهم في نمو مجتمعنا وازدهاره.
دفع الابتكار
تلعب الشركات المحلية دوراً حيوياً في تحفيز الابتكار وريادة الأعمال. فدعم روّاد الأعمال الناشئين يسمح للأفراد بتعزيز ثقافة الابتكار داخل مجتمعاتهم. هذه الشركات لا تقدم أفكاراً ومنتجات جديدة إلى السوق فحسب، بل تولّد أيضاً قيمة اقتصادية من خلال جذب الاستثمارات، والمساهمة في المشهد الاقتصادي لبلدها.
استدامة كوكبنا
عادةً ما يكون للأعمال التجارية المحلية تأثير بيئي أقل من حيث الانبعاثات الكربونية مقارنة بالشركات العالمية. وذلك لأنهم عادة ما يحصلون على منتجاتهم أو موادّهم من مصادر محلية، مما يقلل من الحاجة إلى وسائل النقل والخدمات اللوجستية واسعة النطاق، وهذا يؤدي إلى بصمة كربونية أصغر، مما يجعل تأثيرها البيئي العام أكثر استدامة.
إن دعم مثل هذه الشركات يعني التمسك بقيم ومبادئ محددة، وعندما تشتري منتجاتك من هذه الشركات، فإن سلوكك الشرائي يتماشى مع هذه القيم ويساهم في بناء مجتمع مسؤول.
التأثير الاجتماعي
يمكن للشركات المحلية أيضاً أن تكون منظمات مجتمعية تمتد إلى ما هو أبعد من تبني قضايا مجتمعية معينة. فهي تجمع بين بيع المنتجات والخدمات من جهة، وبين مبادرات التوعية والتنمية المجتمعية من جهة أخرى. ولأن هذه الشركات على اطّلاع بالمجتمع الذي تخدمه، فإنها على معرفة بالقطاعات أو القضايا التي تحتاج إلى الاهتمام.
عندما تشتري من هذه الشركات، فأنت لا تعالج فقط المشكلات التي غالباً ما تكون مُهمَلة، بل تساعد أيضاً في بناء وتعزيز التماسك الاجتماعي داخل مجتمعك.
كيف أدعم الشركات المحلية؟
هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها دعم الشركات المحلية وصنع تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني. أحد الأساليب الأكثر مباشرة هو شراء احتياجاتك اليومية من المتاجر المحلية، ويشمل هذا شراء خضرواتك من المزارع المحلية، أو اختيار ملابسك من محلات الملابس المستقلة، أو تناول الطعام في المطاعم المملوكة محلياً. من خلال إعادة توجيه نفقاتك بوعي نحو الشركات المحلية، يمكنك إحداث فرق كبير.
من الطرق الأخرى الفعالة لدعم الشركات المحلية هي الحديث عنها! يمكنك أن تصبح سفيراً لعلاماتك التجارية المحلية المفضلة من خلال مشاركة تجاربك الإيجابية مع الأصدقاء والعائلة والزملاء. يمكن أن يؤدي التسويق الشفهي لهذه الشركات إلى توليد الوعي وجذب عملاء جدد للشركات المحلية.
يمكنك أيضاً استخدام حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للشركات المحلية التي تحبها. من خلال الإعجاب بمنشورات الشركات المحلية ومشاركتها والتعليق عليها، يمكنك المساعدة في زيادة ظهورها على الإنترنت والوصول إلى جمهور أوسع.
بعض العلامات التجارية المحلية التي يمكنك البدء بدعمها اليوم
قهوة Astrolabe
أول متجر محلي على لائحتنا هو قهوة Astrolabe لأن القهوة هو ما نبدأ به يومنا عادةً. وإن كنت ترغب بتناول وجبة خفيفة مع قهوتك، فلديهم عدة خيارات، منها الحلو ومنها المالح.
يمكنك تجربة قهوة Astrolabe في أي من مواقعها الخمسة، أو طلبها من تطبيقات التوصيل لتصلك أينما كنت.
قهوة بُنّي
نعلم بماذا تفكر الآن. قهوة مرة أخرى؟ لكن قهوة بُنّي مختلفة! فهو ليس مقهى حيث يمكنك طلب قهوتك وشربها هناك، بل هي شركة متخصصة في تحميص القهوة.
يتم الحصول على قهوة بُنّي بشكل مسؤول من مزارع في جميع أنحاء العالم، ويتم حصادها دائماً في موسمها وتحميصها في الموقع لتكون طازجة. لذا، إن كنت تفضل التوفير وتحضير قهوتك في المنزل، لمَ لا تستكشف الخيارات التي تقدمها قهوة بُنّي من هنا؟
متجر Balagan Vintage
Balagan Vintage ليس مجرد متجر إلكتروني، فهو مشروع إبداعي لرائدات أعمال تأسس على يد شقيقتين، ويقوم على انتقاء الملابس القديمة والمستعملة بعناية من جميع أنحاء العالم، بما يضمن أن كل قطعة هي اكتشاف فريد من نوعه.
ما يميّز هذا المشروع ليس فقط قطع الملابس الفريدة. فهي أيضاً علامة تجارية تجسّد مبدأ الاستدامة. من خلال توفير قطع ملابس تم استعمالها مسبقاً أو قطع تم إعادة تصميمها، تساهم Balagan Vintage في اتّباع نهج أكثر وعياً بالبيئة في مجال الموضة.
دبّين
بدأت رحلة دبّين في مزرعة عائلية، حيث أثار الشعور بالبهجة عند مشاركة بيض الدجاج مع الأصدقاء والعائلة فكرة. انطلق المشروع من رؤية تسعى إلى بناء مجتمع مكتفي ذاتياً، وتطورت دبّين لتصبح شركة تخدم الجميع.
واليوم، تمتد منتجاتها إلى ما هو أبعد من البيض، حيث توفر مجموعة من الفواكه والخضروات والأعشاب العضوية. وإذا كنت ترغب في تناول أطباق محلية الصنع، فإن دبّين يوفر لك كل ما تحتاجه! تفكّر في طلب بعض منتجاتهم؟ اضغط هنا.
دعم الشركات المحلية ليس مجرد خيار شخصي، بل هو مسؤولية جماعية لها القدرة على تشكيل الاقتصاد الوطني. يمكننا جميعاً المساهمة في خلق فرص العمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز تأثير مبادرات مجتمع الأعمال المحلي من خلال إعطاء الأولوية للشركات المحلية. لذا، دعونا ندعمهم لخلق مستقبل أكثر مرونة وازدهاراً!