كيف تجعل راتبك يكفي حتى نهاية الشهر

كيف تجعل راتبك يكفي حتى نهاية الشهر

كم مرة وجدت نفسك تنظر إلى حسابك البنكي في منتصف الشهر وتقول: “أين ذهب الراتب؟” وقبل أن تدرك الأمر، تجد نفسك تعتمد على القهوة المجانية في المكتب مع أنك لا تحبها. إذا كنت تعاني من ظاهرة “تبخّر الراتب”، فلا تقلق، أنت لست وحدك. ولحسن الحظ، هناك طرق ذكية، مجرّبة ومضمونة، تساعدك على جعل راتبك يدوم حتى آخر يوم في الشهر دون أن تضطر إلى العيش على الفلافل لبقية الشهر (إلا إذا كنت تحبه بالطبع)!

في هذا المقال، سنشارك معك حيلاً مالية سهلة، وبعض الأفكار المبتكرة التي ستجعل راتبك يعمل لصالحك بدلاً من أن يختفي في أول أسبوع. جاهز؟ لنبدأ!

قسّم راتبك وكأنه “بيتزا”

أول خطوة يجب القيام بها هي وضع ميزانية واقعية، وعندما نقول “واقعية” نقصد أنها تتناسب مع نمط حياتك الحقيقي، وليس مع الحياة المثالية التي تتخيلها. لا تخطط على أساس أنك ستنفق 10 دنانير فقط أسبوعياً على الطعام، وأنت تعلم أنك قد تنفق هذا المبلغ على وجبة واحدة. كن منطقياً، احسب دخلك والتزاماتك الأساسية، ثم حدد سقفاً للنفقات الترفيهية مثل تناول الطعام خارج المنزل والأنشطة الترفيهية، ولا تنسَ الادّخار! إليك مثال على كيفية تقسيم راتبك باستخدام قاعدة 50/30/20:

🍕 %50 للنفقات الأساسية: مثل الإيجار، الفواتير، المواصلات، وأقساط القروض إن وجدت.

🍕 %30 للمتعة والترفيه: دلّل نفسك كما تحب، لأن الحياة لا تتوقف عند دفع الفواتير!

🍕 %20 للادخار: لأن أهدافك المالية لن تحقق نفسها بنفسها، والادّخار هو مفتاح الاستقرار المالي.

إذا لم تستطع الالتزام بهذه القاعدة بنسبة 100%، فحاول على الأقل تنظيم نفقاتك بطريقة مشابهة لها.

استخدم طريقة المصروف اليومي 

بدلاً من التعامل مع راتبك كمبلغ ضخم يُصرف بلا وعي، قسّمه على 30 يوماً بعد دفع الإيجار والفواتير، فمثلاً، إذا تبقّى من راتبك 600 دينار، فهذا يعني 20 ديناراً يومياً. الفكرة بسيطة لكنها فعالة، فعندما تعرف بالضبط كم يمكنك الإنفاق في اليوم، ستفكر مرتين قبل أن تشتري تلك القهوة الفاخرة أو تطلب وجبة غير ضرورية. فجأة، ستجد نفسك أكثر وعياً بمصاريفك، وتبدأ تلقائياً في ترتيب أولوياتك، وربما حتى تكتشف أنك كنت تصرف على أشياء لم تكن بحاجة لها أصلاً!

طبّق قاعدة “انتظر يومين قبل الشراء”

من أكثر الأخطاء شيوعاً أن يتصرف البعض وكأنهم أثرياء ليوم واحد بمجرد استلام الراتب! فجأة تجد نفسك تشتري أشياء لم تكن بحاجة إليها فعلياً، مثل حذاء أنيق، هاتف جديد، أو جهاز رياضي قد يصبح جزءاً من ديكور المنزل بعد أسبوعين. لكن قبل أن تندفع، جرّب هذه القاعدة الذهبية: انتظر يومين. نعم، فقط 48 ساعة!

في البداية، ستشعر أن هذه المدة تعذيب نفسي، وستقنع نفسك بأن هذا الهاتف أو الحذاء الجديد سيغيّر حياتك، لكن بعد مرور اليومين، ستجد أن حوالي 70% من الأشياء التي رغبت بشرائها لم تعد تبدو بهذه الأهمية، وستكتشف أنك تستطيع العيش بدونها تماماً. وفي الحالات القليلة التي تجد فيها أنك ما زلت ترغب بشراء ذلك الغرض، ستشتريه وأنت متأكد أنه استثمار حقيقي وليس مجرد عملية شراء متهورة. بهذه الطريقة، ستوفّر مالك للأشياء التي فعلاً تستحق، بدلاً من أن تمتلئ خزانتك بأشياء ستندم عليها لاحقاً. 

كن محققاً مالياً واكتشف أين تتسرّب أموالك

أحياناً، لا يضيع المال على الأشياء الكبيرة، بل على التفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها، مثل قهوة الصباح التي تشتريها يومياً (4 دنانير × 30 يوماً = 120 ديناراً شهرياً) أو الاشتراكات في خدمات لا تستخدمها مثل مواقع مشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو حتى اشتراك النادي الرياضي الذي توقفت عن الذهاب إليه. وإذا كنت من محبي الطعام الجاهز، فرسوم التوصيل وحدها قد تتراكم وتصبح مبلغاً كبيراً.

لكن لا تقلق، الحل بسيط! اجلس لمدة 10 دقائق وراجع مصاريفك للشهر الماضي، وستكتشف كم من المال يمكن أن توفره من خلال تقليل النفقات غير الضرورية. جرّب ميزة تقرير المصاريف الشهرية لمنحك لمحة عن نفقات الشهر الماضي في بداية كل شهر. يمكنك الوصول إليها من قسم التحليلات، حيث ستجد رسماً بيانياً لسلوك الإنفاق، وإجمالي الأموال التي اكتسبتها وأنفقتها، وأعلى 3 فئات أنفقت عليها وأكبر عملية شراء وإجمالي الاسترداد النقدي، وستتمكن من مقارنة النفقات بين الأشهر.

بعد أن تكتشف أين تتسرب أموالك، ستصبح قادراً على التحكم بنفقاتك بشكل أفضل!

اجعل من التوفير متعة وليس عقاباً

كلمة “توفير” قد تبدو مملة، لكن ماذا لو حوّلتها إلى لعبة؟ جرّب تحديات مثل:

💰 تحدي الـ 5 دنانير: كل مرة تحصل على ورقة نقدية من فئة 5 دنانير، ضعها جانباً، وفي نهاية الشهر ستكتشف أنك قمت بتجميع مبلغاً قد ينقذك من أزمات آخر الشهر!

🚫 تحدي الأسبوع بلا إنفاق: حاول قضاء أسبوع كامل دون شراء أي شيء غير ضروري. ستتفاجأ أنك تستطيع العيش بدون كثير من المشتريات غير المهمة!

💡 تحدي البدائل الذكية: بدلاً من الذهاب لمطعم فاخر، جرّب تحضير نفس الوجبة في المنزل، وبدلاً من شراء كتاب، استعره من صديق أو ابحث عن نسخة إلكترونية مجانية منه.

وأخيراً: تعلّم أن تقول “لا”

أحياناً، كل ما نحتاجه للتحكم في مصاريفنا هو القليل من ضبط النفس. لا تتردد في رفض بعض الأنشطة مع الأصدقاء أو المشتريات غير الضرورية، لأن آخر ما تريده هو الوصول إلى الأسبوع الثالث من الشهر وأنت تحاول اكتشاف طرق للنجاة!

هل كان هذا المقال مفيدًا؟
انضم إلينا في رحلة التحسين المستمرة! نحن جاهزون لسماع ملاحظاتك واستيعاب أفكارك وتحويلها إلى محتوى حتماً ستستمتع به!