ما هي التقلبات الاقتصادية وكيف تستعد لها؟

ما هي التقلبات الاقتصادية وكيف تستعد لها؟

التقلبات الاقتصادية هي جزء من تقلبات الحياة، وكأي تقلبات أخرى، نشعر بها عند حدوثها وتؤثر على حياتنا. وتُصنّف هذه التقلبات بحسب خبراء الاقتصاد إلى “نمو اقتصادي” و “تراجع اقتصادي”، وعندما يتراجع النشاط الاقتصادي في بلد ما لمدة 6 أشهر متتالية، فهذا يعني أنه يمر بما يُعرف بالركود الاقتصادي.

بشكل عام، يمكن للخبراء معرفة ما إذا كان الاقتصاد في حالة نمو أو تراجع من خلال الناتج المحلي الإجمالي.

لكن ما هو الناتج المحلي الإجمالي؟ هو القيمة النقدية الإجمالية للسلع والخدمات النهائية التي يتم إنتاجها داخل البلد ما، والتي يشتريها المستهلك النهائي. وعلى الرغم من أن الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي تشير  عادة إلى النمو الاقتصادي، يعتقد بعض الخبراء أن ذلك لا يكفي لوصف الصحة العامة للاقتصاد. لأن الناتج المحلي الإجمالي لا يوضح كيفية توزيع الدخل في بلد ما، ولا يأخذ في عين الاعتبار قيمة العمل غير مدفوع الأجر، مثل العمل التطوعي.

لهذا، تقوم بعض المنظمات التي تختص بتحديد ما إذا كانت بلداناً معينة ستشهد ركوداً اقتصادياً بدراسة مؤشرات أخرى، مثل مستويات البطالة ومعدل الدخل الشخصي للفرد.

الآن، ما هي أسباب الركود الاقتصادي؟

يعد تحديد ما يمكن أن يتسبب في حدوث ركود اقتصادي أمراً صعباً، لأن الركود الاقتصادي لا يحدث لنفس الأسباب دائماً. فأحياناً، تلعب العوامل المحلية دوراً في حدوثه، وفي أحيان أخرى تكون العوامل الخارجية هي السبب. وغالباً ما يكون السبب مزيجاً من الاثنين!

لتوضيح هذه النقطة، إليك المثال التالي:

بين عامي 2020 و 2021، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في أسعار السيارات بسبب نقص شرائح الكمبيوتر اللازمة لتصنيعها. لذا، للسماح للعرض بمواكبة الطلب، قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو مثل البنك المركزي الأردني لكن في أمريكا، برفع أسعار الفائدة لتقليل اقتراض المستهلكين للأموال لشراء السيارات.

هل كان هذا الإجراء كافياً؟ للأسف لا. هل تذكر عندما ذكرنا أن العوامل الخارجية يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الركود الاقتصادي أو تساهم فيه؟ هنا يأتي دور روسيا وأوكرانيا.

كلا البلدين يصدّران السلع الأساسية مثل القمح والنفط الخام الذي يُستخدم لإنتاج البنزين ووقود الديزل. عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، توقّف تصدير هذه السلع وغيرها، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات والصناعات.

وبالطبع، قبل ذلك، شهد العالم بأسره جائحة كورونا التي صاحبها إجراءات الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة، مما جعل الأفراد والشركات يشعرون بعدم اليقين بشأن المستقبل. ونتيجة لذلك، تجنبوا إنفاق المال وتوقفوا عن الاستثمار لحين تخطّي أزماتهم، مما قلل من النمو الاقتصادي. وبغض النظر عن أسباب حدوث الركود الاقتصادي، المهم الآن هو التفكير في كيفية حماية نفسك وأموالك في حال حدوثه.

إليك كيفية الاستعداد في حال حدوث ركود الاقتصادي

ضع ميزانية

عند وضع ميزانية، ستتمكن من تحديد نفقاتك الضرورية وغير الضرورية، وبالتالي ستتمكن من توزيع دخلك بشكل أكثر ملاءمة للصمود أمام الركود الاقتصادي بشكل أفضل.

  • قم بإنشاء صندوق طوارئ

لا نقصد إحباطك، لكن من المعروف أن فترات الركود الاقتصادي يصاحبها ارتفاع في معدلات البطالة وانخفاض في الأجور ، وهذا ما يجعل امتلاك صندوق طوارئ أمر ضروري للغاية، لأنه سيؤمّن لك مبلغاً احتياطياً لترتكز عليه دون اللجوء إلى اقتراض المال في حال احتجت إلى تغطية تكاليف طبية طارئة أو إصلاح سيارتك مثلاً.

  • سدّد ديونك

ينصح الخبراء بإعطاء الأولوية لسداد الديون، لأنك فور الانتهاء منها ستتمكّن من تخصيص المزيد من المال لصندوق الطوارئ. ويتفق الخبراء أيضاً على أنه من الأفضل سداد الديون ذات الفائدة المرتفعة أولاً، مثل ديون البطاقات الائتمانية. نعلم أن سداد رصيدك الائتماني بالكامل قد يكون صعباً. لكننا ننصحك بالمحاولة قدر المستطاع لتجنب تراكم الفوائد. ولا تنسى أن إضافة رسوم جديدة إلى بطاقتك سيؤدي إلى زيادة الديون المستحقة عليك.

لذا، إن كنت لا تستطيع سداد الرصيد بالكامل، على الأقل احرص على دفع الحد الأدنى المترتب عليك شهرياً في الوقت المحدد لتجنب دفع رسوم التأخير. حاول أيضاً أن تستخدم بطاقتك الائتمانية بطريقة مسؤولة وأن يقتصر إنفاقك على ما يمكنك سداده كل شهر.

  • ابحث عن فرص التعلم

سواء كنت طالباً جامعياً أو خريجاً جديداً تتطلع إلى إيجاد وظيفة، فإن العثور على وظيفة في الأوقات العادية ليس سهلاً، فما بالك في أوقات الركود الاقتصادي؟ لهذا، ننصحك أن تبحث عن فرص التعلم لتطوير وتوسيع مهاراتك بطرق من شأنها تعزيز سيرتك الذاتية. بهذه الطريقة، ستبدو أكثر تميزاً من غيرك أمام أصحاب العمل، فأثناء فترات الركود، تحرص الشركات على التأكد من قيمة كل موظف جديد.

  • ابحث عن طرق لكسب المزيد من المال

أن تعيش من الراتب إلى الراتب ليس أمراً ممتعاً. نعلم ذلك. لهذا، من الجيد أن تجد مصدراً إضافياً للدخل. يمكنك تحقيق ذلك وزيادة دخلك الشهري من خلال العمل الحر أو تحويل هوايتك لمشروع تجني منه الأرباح.  نأمل أن يكون هذا المقال قد ساعدك بتشكيل صورة أوضح عن الركود الاقتصادي، والأهم من ذلك، أن تكون تعلمت كيف تحمي نفسك وأموالك في حالة حدوثه.

هل كان هذا المقال مفيدًا؟
انضم إلينا في رحلة التحسين المستمرة! نحن جاهزون لسماع ملاحظاتك واستيعاب أفكارك وتحويلها إلى محتوى حتماً ستستمتع به!