الحماية والأمان
قد تتذكر ما ذكرناه في مقال سابق، وهو أن وتيرة الاحتيال في ازدياد. وبينما تستمر هذه المشكلة في التأثير على الناس في جميع أنحاء العالم، يواصل العديد من الأفراد والمنظمات العمل على مواجهتها. لمساعدتك على حماية نفسك، سنسلّط الضوء على العديد من حالات الاحتيال الواقعية لتعريفك على الأنواع المختلفة من عمليات الاحتيال حتى تتفادى الوقوع ضحية لها.
أولاً، كيف يحدث الاحتيال؟
يحدث الاحتيال عندما يخدع المحتال شخصاً لمشاركة معلومات حساسة عن نفسه أو عن مؤسسته. ورغم أن الهدف دائماً ما يكون مرتبطاً بالمال، إلا أن دوافع المحتالين قد تتجاوز المكاسب المالية المباشرة. في جميع الأحوال، غالباً ما تكون آثار التعرض لعملية احتيال مدمرة. لهذا، من المهم جداً معرفة الأساليب التي يستخدمها المحتالون.
فيما يلي بعض الأساليب الشائعة:
- انقر فوق الرابط أدناه …
استلم هادي للتو بريداً إلكترونياً من زميلته مريم التي يعرفها منذ سنوات. ورد في البريد الإلكتروني أن بإمكانه الوصول إلى عرض تقديمي مهم كانوا يعملون عليه من خلال النقر على الرابط أدناه. لذلك نقر هادي على الرابط. تمت إعادة توجيهه إلى صفحة أخرى حيث طُلب منه إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصين بالعمل. بسبب اعتقاده أن هذا إجراء أمني عادي، وضع هادي تفاصيله ونقر على زر “إدخال”.
بمجرد أن فعل ذلك، بدأ هادي يشعر بعدم الارتياح. لذلك، أعاد التحقق من البريد الإلكتروني واكتشف أن عنوان البريد الإلكتروني لم يكن عنوان مريم – بل إنه يشبه عنوانها إلى حد كبير فقط. وقع هادي للتو ضحية لهجوم تصيد احتيالي. تم تصميم الرابط الذي نقر عليه لسرقة معلومات تسجيل الدخول الخاصة به والوصول إلى الأسرار التجارية. بطبيعة الحال، اتصل هادي على الفور بقسم تكنولوجيا المعلومات في شركته وغيّر كلمة المرور الخاصة به.
وإذا كان قد تعلّم شيئاً من تجربته، فهو أن التحقق من عنوان البريد الإلكتروني للمرسل والبحث عن الأخطاء الإملائية والنحوية أمر ضروري، لأن هذه علامات تدل على هجمات التصيد الاحتيالي.
- إعلان عن صفقة!
كانت مها تتصفح الفيسبوك عندما لفت انتباهها إعلان عن القمصان، حيث كانت تبحث عن قمصان بأسعار معقولة لارتدائها في النادي الرياضي وبدا لها أنها وجدت ما كانت تبحث عنه. نقرت مها على الإعلان واختارت مقاسها وألوانها المفضلة. بعد قراءة تقييمات العملاء الإيجابية، شعرت مها بالثقة الكافية لإتمام طلبها. توجهت إلى صفحة الدفع، وأدخلت معلومات بطاقتها الائتمانية وأكملت عملية الشراء.
بعد بضعة أيام، بدأت مها بتلقي إشعارات عبر الرسائل النصية القصيرة حول معاملات على بطاقتها الائتمانية، وهو ما استغربته لأنها لم تتذكر إجراء تلك المشتريات. اتضح لاحقاً أن موقع بيع القمصان كان مجرد عملية احتيال، وأن معلومات بطاقة ائتمان مها كانت تُستخدم لإجراء عمليات شراء غير مصرح بها. قامت مها على الفور بتجميد العمل ببطاقتها وطلبت بديلاً من خلال تطبيقنا للخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.
يمكننا القول أن مها تعرف الآن مدى أهمية ضمان شرعية المواقع التي تزورها. والآن أصبحت تتحقق دائماً من أن عناوين المواقع تظهر “HTTPS” وأيقونة على شكل قفل، وأنهم معتمدون من فيزا قبل إجراء أي عملية شراء.
- تم اختيارك كفائز!
استلم ليث، وهو من محبي استخدام تطبيق انستغرام، رسالة مباشرة من حساب تبلغه بأنه كان أحد فائزين اثنين محظوظين في يانصيب أقيم عبر الإنترنت. كل ما يحتاج القيام به للمطالبة بحصته من الجائزة هو تقديم تفاصيله بما في ذلك اسمه الكامل ورقم هاتفه وتفاصيل حسابه المصرفي. وحتى لا تفوته فرصة ربح مبلغ كبير من المال، قدم ليث المعلومات المطلوبة. تم إبلاغه بعد ذلك أن هناك خطوة أخيرة – كان عليه دفع رسوم إدارية قدرها 100 دينار أردني، وبمجرد قيامه بذلك سيتم تحويل أموال اليانصيب إليه.
قام ليث بدفع المبلغ وانتظر بصبر. لكن بعد مرور بضعة أيام، قرر إرسال رسالة إلى الحساب مرة أخرى ليجد أنه قد اختفى. لسوء الحظ وقع ليث ضحية لعملية احتيال يانصيب، وهي طريقة شائعة يستخدمها المحتالون لإغراء الناس بإعطاء معلوماتهم الشخصية ودفع مبلغ دفعة واحدة.
هناك نقاط رئيسية عديدة يمكن استخلاصها من تجربة ليث. أولاً، ثق في حدسك. إذا كان هناك ما يبدو مغرياً بدرجة يصعب تصديقها، فهو على الأغلب غير حقيقي. ثانياً، من الأفضل عدم إرسال رسائل إلى أي حساب لا تعرفه شخصياً. وأخيراً، احذر من الأشخاص الذين يضغطون عليك لإجراء دفعة خلال فترة زمنية قصيرة.
الخلاصة
قد يكون لدى المحتالين العديد من الخدع في جعبتهم، ولكن بالمقابل هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية نفسك. تتضمن تلك الخطوات عدم مشاركة معلوماتك الشخصية عبر البريد الإلكتروني أو على منصات التواصل الاجتماعي ومراقبة حسابك المصرفي بحثاً عن أي نشاط مشبوه. تذكّر دائماً، إذا اعتقدت أن أحد المحتالين ربما يحاول خداعك لمنحه أموالاً أو بياناتك الخاصة لأغراض أخرى، فتحقق جيداً من أحد الأطراف المختصة (على سبيل المثال، بنكك أو قسم تكنولوجيا المعلومات في مكان عملك) قبل القيام بأي إجراء.
بهذه الطريقة، ستتغلب على المحتالين مهما حاولوا خداعك!
