مع تزايد عمليات الاحتيال المالي مؤخراً، من المهم للغاية أن تسلّح نفسك بسلاح الوعي والمعرفة وتتعلم كيف تحافظ على أمان بياناتك البنكية لتتجنب الوقوع ضحية للاحتيال.
قد يكون المحتالون أذكياء، لكن عليك أن تكون أكثر ذكاءً لتحمي أموالك. لذا، سنشارك معك في هذا المقال بعض قصص الاحتيال الشائعة حتى تتعلم منها وتتمكن من كشف محاولات الاحتيال قبل حدوثها في حال التعرض لها.
لكن أولاً، كيف يحصل الاحتيال؟
يحصل الاحتيال عندما يتمكن أحد المحتالين من الحصول على بيانات حسابك البنكي أو بطاقتك البنكية بطريقة أو بأخرى، بهدف إجراء حركات مالية غير مصرّح بها أو تحويل أموال من حسابك لحسابه.
الآن، كيف يُقنع المحتالون ضحاياهم بمشاركة معلوماتهم البنكية؟ هذا ما سنعرفه من القصص التالية:
القصة 1: ألو… مبروك، لقد ربحت 9,999 دينار
سامي شاب في التاسعة والعشرين من عمره، ينوي الزواج قريباً من حب الطفولة. كم هذا رومانسي! قبل بضعة أشهر، تلقّى سامي اتصالاً هاتفياً من شخص يدّعي أنه موظف في بنك الاتحاد، أخبره الموظف: “مبروك سامي! لقد ربحت 9,999 دينار”، وطلب منه تزويده بمعلوماته البنكية ليتمكن من تحويل المبلغ لحسابه. كم أنت محظوظ يا سامي!
كانت سعادة سامي لا توصف في هذه اللحظة، فأخيراً سيتمكن من تحمّل تكاليف حفل الزفاف. لكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما فوجئ سامي برسالة من البنك تخبره بسحب مبلغ 1,200 دينار من رصيده البنكي. ما القصة يا ترى؟
عندما تواصل سامي مع البنك، تبيّن له أنه لم يربح 9,999 دينار بالفعل، وما كان ذلك الاتصال إلا خدعة من أحد المحتالين لسرقة أمواله. يقول سامي: “أتمنى لو تواصلت مع البنك أولاً قبل إعطاء بياناتي للمحتال”.
ماذا تعلّم سامي من هذا الدرس؟ نعم، صحيح. ألا يشارك معلوماته البنكية مع أي شخص يدّعي بأنه موظف البنك، فموظف البنك لن يطلب بياناته البنكية عبر الهاتف.
بالمناسبة، إن كنت مثل سامي تخطط للزواج، إليك سبع نصائح ذكية للاقتصاد في ميزانية حفل زفافك.
القصة 2: انتبه… حسابك مهدد بالإغلاق
مروان رجل أعمال في الثانية والخمسين من العمر، بينما كان في رحلة عمل إلى إيرلندا العام الماضي، وصلته رسالة على فيسبوك من حساب ينتحل هوية بنك الاتحاد. أخبره المنتحل أن البنك بحاجة لتحديث بيانات حسابه البنكي لتجنب إغلاق الحساب، وطلب منه تزويده بكل معلومات حسابه.
للأسف، مروان لم يخطر في باله التأكد من صحة الحساب، وقام بإعطاء جميع بياناته للمحتال، خوفاً من أن يتم إغلاق حسابه. بعد نصف ساعة، كان رصيد حساب مروان صفراً. لم يترك المحتال له ثمن تذكرة العودة لعمّان حتى!
عندما تحدّثنا مع مروان، أخبرنا أن المحتال كان يتحدّث بنفس أسلوب موظف بنك الاتحاد، حتى أنه كان يسأل نفس أسئلة الأمان التي يسألها موظفي البنك، مثل: ما هي آخر عملية أجريتها على حسابك؟ وما هو رصيدك الحالي؟ وهذا ما جعل الأمر يبدو حقيقياً.
بدورنا، قمنا بإخبار مروان أن حساباتنا الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي موثّقة بعلامة زرقاء، وأننا بالتأكيد لن نطلب منه مشاركة معلوماته البنكية على أي منها.
لا تقلقوا، مروان عاد لعمّان وتمكّن من اكتساب أضعاف ما خسره العام الماضي بعد أن ركّز على أعماله وترك مهمة إدارة شؤون شركته المالية لموقع اتحاد للأعمال، الذي يقدّم خدمات بنكية مسهّلة وآمنة للشركات.
القصة 3: شارك واربح!
منار مصممة مجوهرات مبدعة في الثلاثين من عمرها، تمكّنت من تحويل هواية صنع المجوهرات التي اكتسبتها منذ الصغر لمشروع مربح. إحدى هواياتها الأخرى هي المشاركة في المسابقات. لهذا، تحمّست جداً عندما رأت منشور لبنك الاتحاد يُعلن عن مسابقة لربح 20,000 دينار.
ما لم تكن تعلمه منار هو أن هذا الحساب وهمي وينتحل اسم بنك الاتحاد للاحتيال على عملائه. وللمشاركة في المسابقة، طلب منها المحتال أن تشارك معلومات بطاقتها البنكية برسالة على الصفحة لفرصة ربح الجائزة، ثم طلب منها مشاركة الرقم السري لمرة واحد (OTP) الذي سيصلها برسالة نصية.
هل تستطيع أن تخمّن ماذا حدث بعد ذلك؟ نعم، بالضبط. شاركت منار كل المعلومات المطلوبة وتمكّن المحتال من تنفيذ عملية شراء أونلاين بقيمة 600 دينار!
مع أنها خسرت بعض أرباحها للشهر الماضي، تعلّمت منار أن رمز الـ (OTP) هو تأكيد لعملية خصم مبلغ من حسابها، وأن عليها عدم مشاركته مع أي شخص على الإطلاق.
إن كنت ترغب بتجنب الوقوع في نفس الفخ الذي وقعت فيه منار، إليك 8 نصائح لحماية بطاقتك البنكية من الاحتيال.
العبرة المستفادة من هذه القصص
هناك أرقام هاتف وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتحل هوية بنك الاتحاد بهدف الاحتيال وسرقة الأموال، لكن بالحذر بإمكانك تجنب الوقوع ضحية لهذه الاحتيالات.
لا تقم بمشاركة معلومات شخصية تتعلق بحسابك البنكي أو بطاقتك البنكية مع أي جهة، وتأكد أننا لن نقوم بطلب هذه المعلومات منك عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي.