عندما ننظر حولنا، ندرك أنه لا وجود لشخصين متماثلين، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى اختلاف الشخصيّات. وفي حين أننا لن نقوم بتقديم درس في علم النفس الآن، إلا أننا يجب أن نعترف بتأثير “الشخصية” على إدراكنا وخياراتنا، وهو ما يجعل الأفراد يختلفون عن بعضهم البعض بشكل مميّز. وهذا الشيء ينطبق أيضاً على عالم المال، وبالأخص الاستثمار.
إذا كنت من متابعي مدونتنا، فلا شك أنك على علم بأساسيات الاستثمار التي تحدّثنا عنها في الفترة الماضية. ولا داعٍ للقلق إن لم تكن قد اطلعت عليها بعد، فنحن سنقدّم لك ملخصاً سريعًا. إذاً، هل أنت مستعد لمعرفة الدور الذي تلعبه شخصيتك فيما يتعلّق باستثماراتك؟
ما هو الاستثمار؟
بشير الاستثمار باختصار إلى قيامك بوضع أموالك في الأصول والأوراق المالية التي من المفترض أن تحقق لك عائداً أعلى في المستقبل؛ أي المزيد من المال. وتأتي الاستثمارات بأشكال وأنواع مختلفة، لكن لكل شخص وجهة نظره في هذا الموضوع، فالبعض يفضّل الاستثمار في الأسهم، بينما يفضّل البعض الآخر السندات، في حين يقوم آخرون بتنويع محافظهم.
وكيف تؤثر شخصيتي عليه؟
سعيدون جداً بسؤالك هذا! كما ذكرنا سابقًا، تعتبر الشخصية المحرّك الرئيسي الذي يؤثر على أفكارنا، والأهم من ذلك، خياراتنا. إليك هذا المثال اليومي؛ من المرجح أن يقوم الأفراد الاجتماعيّون بقضاء معظم ليالي الخميس مع أصدقائهم، وذلك بخلاف الأفراد الانطوائيين، الذين يفضلون الوحدة والاستمتاع برفقة أنفسهم. وذلك ينطبق أيضاً على عالم المال، وفيما يلي التوضيح
المجازفون مقابل متجنّبي المخاطر
عند الحديث عن الأفراد المغامرين الذين لا يخشون المخاطرة، فإنهم سيقومون على الأغلب بالاستثمار في الأوراق المالية المتقلبة، سواء لاحظوا ذلك أم لا. وإذا كان شعارك في الحياة هو “نحن نعيش مرة واحدة فقط” أو “ما هي الحياة دون القليل من المخاطرة؟”، فمن الأرجح أن تقوم بالمجازفة عندما يتعلق الأمر باستثماراتك. وسواء كانت النتيجة الفوز أو الخسارة، لا يهم، فأنت على استعداد تام للمخاطرة إن كان ذلك يعني أن هناك فرصة نسبتها 1% لجني عوائد كبيرة.
ولكن إذا كنت شخصًا يحب اللعب بأمان، فمن المرجح أن تقوم بالبحث في سوق الأوراق المالية، حتى تستثمر في الأصول والأوراق المالية الأكثر أمانًا بين المتاح، كما أنك تفضّل تجنّب الخسائر على تجميع المكاسب.
العقل مقابل القلب
إذا كنت شخصًا مدفوعاً بقلبه، فقد تنتابك في بعض الأحيان مشاعر كثيرة لا ترغب بها. ونحن لا نعني أن ذلك أمر سيء، ولكن قد تكون أكثر عرضة للمحفّزات العاطفية من أولئك الذين تعلموا تدريب عقولهم على الاستجابة لمثل هذه الضغوطات. وبالتالي، فإن الأفراد العاطفيّين لديهم فرصة أكبر لإتلاف محفظتهم من خلال اتخاذ قرارات خاطئة من أولئك الذين يميلون إلى اللامبالاة.
فضولي مقابل حذر
يرغب الأشخاص الفضوليون دائمًا بمعرفة المزيد، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأشياء جديدة. فالشخصيات الفضولية تحبّ استكشاف الاحتمالات، ولهذا فإنها تقوم بتنويع محفظتها الاستثمارية والمغامرة قليلاً. أما الشخصيات الحذرة، مثل أولئك الذين يتجنبون المخاطرة، فإنهم يميلون إلى تجنب المغامرات المحفوفة بالمخاطر، ويستغرقون وقتًا أطول في التفكير في خياراتهم. ولهذا السبب أيضًا يميل الأشخاص الحذرون إلى تجنب الاستثمارات، ويفضلون الاحتفاظ بأموالهم نقدًا، مما يصعّب عليهم الوصول إلى أهداف مالية معيّنة في المستقبل
ألم تجد هذا الأمر ممتعاً؟ من كان يظن أن الشخصيات يمكن أن تلعب مثل هذا الدور المهم في التأثير على قراراتنا المالية! وإذا كنت ترغب بمعرفة رأينا، فإننا نعتقد أن خير الأمور أوسطها، ولكن لا مانع من بعض المغامرة، والخروج قليلاً من منطقة الراحة! ما رأيك؟