الاستثمار شبيه بلعبة فيديو لها قوانينها الخاصة وتتطلب ذكاءً وتفكيراً استراتيجياً، فيها الربح وفيها الخسارة، وكأغلب الألعاب، لها عدة مراحل وبإمكانك اختيار شخصيتك في اللعبة! لكن الفرق أن هذه اللعبة قد تكون محفوفة بالمخاطر ولديها القدرة على تشكيل مستقبلك المالي.
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، لكل شخص أهدافه الفريدة وسلوكه الخاص فيما يتعلق بالمخاطر، وهذا ما يشكّل شخصيتك في اللعبة. هل أنت شخص مُغامر تحب المخاطرة، أم شخص حذر تفضّل اتّباع نهج أكثر أماناً؟
كل الاستثمارات فيها درجة معينة من المخاطر، ومن خلال اكتشاف شخصيتك الاستثمارية، يمكنك اتخاذ قرارات أكثر حكمة وتصميم محفظتك الاستثمارية بطريقة تناسب احتياجاتك الفردية بناءً على قدرتك على تحمّل المخاطر، وهذا ما سنساعدك على معرفته في هذا المقال.
أولاً، ما هو السلوك تجاه المخاطر؟
سلوك المستثمر تجاه المخاطر هو مدى قدرته على تحمّل المخاطر الاستثمارية واحتمالية الخسارة في سبيل تحقيق هدف مالي معين على المدى البعيد. دعنا نشرح لك أكثر:
منطقياً، إذا كانت لديك قدرة عالية على تحمّل المخاطر، فأنت على استعداد لتخاطر بخسارة مبالغ من المال مقابل احتمالية الحصول على فرصة تحقيق مكاسب كبيرة في وقت لاحق. أما إن كانت رغبتك في المخاطرة منخفضة، فهذا يعني أنك لا ترغب في خسارة الكثير من المال، أو حتى أي مبلغ من المال على الإطلاق.
ثانياً، ما الذي يحدد قدرتك على تحمّل المخاطر؟
ترتبط قدرتك على تحمل المخاطر بعاملين مهمين:
- سِعتك للمخاطر: وهي قدرتك على أخذ مخاطرة وتحمل خسارة مالية دون تعريض استقرارك المالي أو أهدافك للخطر، ويعتمد ذلك على وضعك المالي وثروتك وعمرك وأهدافك الاستثمارية.
- مدى استيعابك للمخاطر: وهو منظورك الشخصي عن المخاطر وكيف تشعر تجاه احتمالية خسارة المال ومدى تقبّلك للفكرة.
عادة ما يميل المستثمرون الأصغر سناً إلى تحمّل مخاطر أكبر كونهم لديهم وقت أكثر للتعافي من الخسائر أو انهيار السوق، بينما يميل المستثمرين الأكبر سناً إلى سلوك طريق قليل المخاطر بسبب تركيزهم على الحفاظ على رأس المال. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت لديك استراتيجية استثمار قصيرة الأجل هدفها الحصول على المكاسب السريعة، فعلى الأغلب أن سترغب في المخاطرة. لكن إذا كانت لديك استراتيجية استثمار طويلة المدى هدفها تحقيق عوائد متواضعة ونوعاً ما ثابتة كل عام، فمن المحتمل أن تكون رغبتك في المخاطرة أقل.
ثالثاً، ما هي أنواع المستثمرين من حيث أخذ المخاطر؟
هناك 5 مستويات لتحمل المخاطر يجب مراعاتها، ومن المهم بالنسبة لك تحديد المستوى الذي تنتمي له لتتمكن من اختيار الاستثمارات الأنسب لك. دعنا نتعرّف عليها معاً:
- المستثمر متجنّب المخاطر
إن كنت من هذا النوع من المستثمرين، فأنت لا ترغب في المخاطرة بأموالك أبداً، وتفضّل الاستثمارات الخالية من المخاطر لأن أولويتك الرئيسية هي حماية رأس مالك الاستثماري، على الرغم من أنها تحدّ من العوائد، لكنك لا تمانع ذلك لأنك تفضّل حماية أموالك على احتمالية تحقيق عائد أعلى، ولا تمانع الحصول على عوائد ضئيلة جداً طالما أن أموالك بأمان. إن كنت مستثمر متجنّب للمخاطر، فقد تفضّل الودائع الآجلة وشهادات الإيداع وحسابات التوفير.
- المستثمر المُحافظ
إذا كنت تنتمي لهذا النوع من المستثمرين، فأنت حذر بشأن الاستثمار وتبحث عن الاستقرار ولكنك ترغب بالحصول على بعض العوائد، لذا أنت على استعداد لتحمّل درجة منخفضة من المخاطر لتعزيز عوائدك الإجمالية على المدى البعيد. أنت تفضّل محفظة استثمارية تتكون بشكل أساسي من أصول منتجة للفائدة مع جزء صغير من الربح الرأسمالي. تناسب هذه المحفظة المستثمرين الذين يرغبون في الحفاظ على مالهم وفي نفس الوقت يرغبون بالحصول على نسبة أرباح منخفضة.
- المستثمر المُحافظ باعتدال
أنت مستثمر محافظ باعتدال إن كنت ترغب برؤية استثماراتك تنمو وتجلب لك الأرباح على المدى البعيد أو المتوسط، لكنك في نفس الوقت لا ترغب بتحمّل خسائر كبيرة. في هذه الحالة، أنت لا تمانع تحمّل قدر متوسط من المخاطر في سبيل تحقيق قدر متوسط من الأرباح.
- المستثمر المُخاطر باعتدال
أنت تندرج تحت هذه الفئة إن كنت ترغب باكتساب عوائد عالية وتدرك أنك لتتمكن من تحقيق ذلك لا بدّ من أن تكون على استعداد لتحمّل مخاطر أكبر لزيادة عوائدك على المدى البعيد أو المتوسط. أنت أيضاً على استعداد لتقبّل تقلبات السوق التي قد تؤدي إلى خسارة رأس المال، ما دامت خسائر معقولة.
- المستثمر متقبّل المخاطر
إذا كنت مستثمراً على استعداد لتحمل درجة عالية من المخاطر في محفظتك الاستثمارية، فأنت تندرج تحت هذه الفئة. أنت على استعداد للتعامل مع تقلبات السوق والخسائر الكبيرة المحتملة في سبيل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على المدى البعيد، وقد يناسبك الاستثمار في محفظة أسهم إنك كنت من هذا النوع.
من المهم أن تعلم أنك من الممكن أن تندرج ضمن فئات مختلفة في نفس الوقت، أو خلال مراحل مختلفة من حياتك. فمع تغيّر أهدافك المالية، قدرتك على تحمّل المخاطر قد تتغير أيضاً! وأخيراً، لا تنسى أنه من المهم أيضاً تحقيق التوازن بين قدرتك على تحمل المخاطر أهدافك الاستثمارية لتضمن أن استراتيجية الاستثمار الخاصة بك تتماشى مع أهدافك المالية.
لديك أسئلة عن الاستثمار والخيارات المتاحة لك من بنك الاتحاد؟ قسم إدارة الثروات لدينا مستعد لخدمتك!