مع اقتراب العام الجديد، يبدأ الكثير منا بالتفكير في فتح صفحة جديدة ووضع أهداف جديدة. ومن بين الجوانب التي تستحق الاهتمام هي إدارة شؤوننا المالية. فطريقة تعاملنا مع أموالنا تؤثر بشكل كبير على راحتنا النفسية، حياتنا اليومية، وقدرتنا على تحقيق أحلامنا.
لنكن واقعيين قليلاً… لا أحد منا مثالي في إدارة أمواله. جميعنا ارتكبنا أخطاء أو تبنّينا عادات مالية سيئة على مر السنين. لكن الخبر السار هو أن التغيير دائماً ممكن. في هذا المقال، سنعرض 5 عادات مالية شائعة قد تعيق تقدمك، وسنقدّم نصائح عملية تساعدك على بدء العام الجديد بخطة مالية واضحة وبداية خالية من الأخطاء.
-
الإفراط في الإنفاق
الإفراط في الإنفاق يحدث مع الجميع، حتى الحذرين منّا. قد تجد نفسك اندفعت لشراء أحدث الأجهزة التقنية، أو أكثرت من تناول الطعام في المطاعم، أو ببساطة لم تتابع أين تذهب أموالك. لكن عندما تمنعك كثرة الإنفاق من التوفير، ستشعر وكأنك عالق في محاولة مستمرة للسيطرة.
لإعادة السيطرة على الأمور، ابدأ بوضع ميزانية واقعية تناسب احتياجاتك. معرفة أين تذهب أموالك هو نصف الحل. راجع مصروفاتك بحثاً عن النفقات غير الضرورية، مثل الاشتراكات غير المستخدمة أو الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها. حاول تأجيل عمليات الشراء الكبيرة لعدة أيام قبل اتخاذ القرار، فهذا يمنحك وقتاً لتقييم مدى أهميتها حقاً.
-
قلة الادخار
كثيراً ما نقول لأنفسنا: “سأبدأ بالادخار لاحقاً عندما يكون لدي ما يكفي من المال”. لكن الواقع هو أن الحياة لا تنتظر، وبناء شبكة أمان مالي ضروري لمواجهة الطوارئ وتحقيق الأهداف بعيدة المدى.
ابدأ بتحديد هدف توفير واضح، سواء كان لصندوق طوارئ، لرحلة سفر، أو لدفعة أولى لشراء سيارة. عامل الادّخار وكأنه فاتورة لا يمكن تأجيلها عن طريق إعداد تحويلات تلقائية إلى حساب التوفير. ولزيادة مدّخراتك، فكر في زيادة دخلك من خلال عمل إضافي. وأخيراً، تابع تقدمك واحتفل بالإنجازات الصغيرة لتحافظ على حماسك.
-
تجاهل الديون
الديون قد تبدو عبئاً ثقيلاً يصعب التعامل معه، مما يدفع البعض لتجاهلها تماماً، وهذا سيزيد الأمر تعقيداً. مواجهة الديون بشجاعة يمكن أن تمنحك شعوراً بالسيطرة. ابدأ بإعطاء الأولوية للديون ذات الفائدة المرتفعة، لأنها تكلفك أكثر على المدى الطويل. وفكّر في تبسيط أقساطك من خلال خيارات مثل توحيد الديون أو إعادة تمويلها لتقليل أسعار الفائدة. ضع خطة واضحة لسداد الديون بشكل منتظم، حتى لو كانت المبالغ صغيرة، والتزم بالخطة دون تراجع.
-
الشراء المندفع
قد يبدو الشراء المندفع ممتعاً في لحظته، لكنه قد يكسر ميزانيتك ويزيد من أعبائك المالية. للسيطرة على هذه العادة، جرب أن تمنح نفسك وقتاً للتفكير قبل إجراء أي عملية شراء كبيرة. تجنب الرسائل الترويجية والإعلانات، وابتعد عن تصفح العروض إذا لم تكن فعلاً بحاجة لشيء محدد.
وبدلاً من الاعتماد على البطاقات الائتمانية، فكر في استخدام بطاقة القيد الفوري أو الدفع نقداً للمشتريات المخطط لها مسبقاً، فهذا يساعدك على الالتزام بميزانيتك. وقبل أن تشتري أي شيء، اسأل نفسك: “هل هذا حقاً ضروري؟” إذا كانت الإجابة لا، فالأفضل أن تحتفظ بأموالك.
-
عدم تتبّع المصاريف
هل سبق أن تفقدت حسابك البنكي وتساءلت أين ذهبت أموالك؟ يحصل هذا عادةً عندما لا نتابع نفقاتنا بدقة. يمكنك الاستفادة من خاصية تحليل المصاريف على تطبيقنا، والتي ستساعدك على معرفة أنماط الإنفاق لديك، ومقارنة المصاريف بين الأشهر، وأكثر من ذلك.
كما تصنّف هذه الخاصية نفقاتك حسب الفئة أو المتجر، مما يسهّل عليك تحديد المجالات التي تحتاج إلى تعديل أو تقليل الإنفاق عليها. وأخيراً، لا تنسَ مراجعة كشوفات حسابك باستمرار للتأكد من عدم وجود أخطاء أو أي حركات مالية غير مصرح بها.
التخلص من العادات المالية السيئة يبدأ أولاً بالوعي بها، ثم اتخاذ خطوات بسيطة وقابلة للتنفيذ لتغييرها. ومع اقتراب العام الجديد، الآن هو الوقت المثالي لتبنّي عادات مالية أفضل ووضع أسس قوية لمستقبل مالي أكثر استقراراً.
نتمنى لك عاماً جديداً مليئاً بالقرارات المالية الحكيمة!