هل تعبت من العيش على راتبك بدون مدّخرات؟ هل تزعجك رؤية حسابك البنكي فارغاً تماماً في نهاية كل شهر؟ حان الوقت لتتحكم في مستقبلك المالي وتبدأ رحلة الادّخار الخاصة بك. سواء كنت قد بدأت للتو بالادّخار أو كنت تحاول الادّخار منذ سنوات دون جدوى، هذا الدليل سيزوّدك بالمعرفة والأدوات اللازمة لتغيير وضعك المالي. هيا بنا نبدأ!
تقييم وضعك المالي الحالي
قبل أن تبدأ برحلة الادّخار، من المهم أن تقيّم وضعك المالي الحالي. قم بإلقاء نظرة عن قرب على دخلك ونفقاتك وصحتك المالية العامة لفهم وضعك بوضوح.
ابدأ بجمع كل وثائقك المالية، بما في ذلك الكشوفات البنكية وفواتير البطاقات الائتمانية وأي سجلات أخرى لدخلك ونفقاتك. قم بإنشاء جدول بيانات لتتبّع دخلك ونفقاتك لمدة شهر على الأقل. سيعطيك هذا صورة واضحة عن أين تذهب أموالك وسيساعدك على تحديد المجالات التي يمكنك تقليل الإنفاق عليها أو إجراء تغييرات عليها.
بعد ذلك، احسب صافي ثروتك عن طريق جمع أصولك (مثل المدّخرات والاستثمارات والممتلكات) وطرح التزاماتك (مثل الديون والقروض والفواتير المستحقة). إن فهم صافي ثروتك سيعطيك فكرة عن وضعك المالي العام ويمكن أن يكون بمثابة معيار لقياس التقدم الذي ستحققه عندما تبدأ في الادّخار.
وأخيراً، قم بإلقاء نظرة على عادات الادّخار الحالية لديك. ما المبلغ الذي تدّخره حالياً كل شهر؟ هل تدّخر باستمرار، أم أنك تقوم بالإنفاق من مدّخراتك باستمرار؟ إن فهم عادات الادّخار الخاصة بك سيساعدك على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين ووضع أهداف واقعية للادّخار.
تحديد أهداف ادّخارية واقعية
بعد أن يصبح لديك فهم واضح لوضعك المالي، سيحين الوقت لوضع أهداف واقعية للادّخار. يعد تحديد الأهداف أمراً ضرورياً لأنه يمنحك شيئاً لتتطلّع إلى تحقيقه ويساعدك على أن تبقى متحفزاً طوال رحلة الادّخار.
ابدأ بتحديد أهدافك المالية قصيرة المدى وطويلة المدى. قد تشمل الأهداف قصيرة المدى إنشاء صندوق طوارئ مثلاً، أو الادّخار لرحلة سفر، أو سداد دين صغير. أما الأهداف طويلة المدى، فقد تشمل شراء سيارة أو ادّخار رسوم تعليم أطفالك. اكتب أهدافك وحدد جدولاً زمنياً لكل هدف.
من المهم أن تكون أهدافك محددة وقابلة للقياس والتحقيق وذات صلة ولها فترة زمنية معينة. على سبيل المثال، بدلاً من أن تقول: “أريد ادّخار المال”، قُل: “أريد ادّخار 2,000 دينار لصندوق الطوارئ خلال الـ 12 شهراً القادمة”. إن وجود أهداف محددة يسمح لك بتتبّع التقدم الذي تحرزه ويمنحك شيئاً واضحاً للعمل من أجل تحقيقه.
بمجرد تحديد أهدافك، قم بتقسيمها إلى مراحل أصغر. على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو ادّخار 2,000 دينار خلال 12 شهراً، فخذ قراراً بادّخار 167 ديناراً شهرياً. إن تقسيم أهدافك إلى أجزاء أصغر يمكنك تحمّلها يجعل تحقيقها أقل صعوبة ويساعدك على البقاء على المسار الصحيح.
إنشاء ميزانية لتحقيق أكبر قدر من الادّخار
يعد إنشاء ميزانية أداة أساسية لنمو مدّخراتك. تساعدك الميزانية على تتبّع دخلك ونفقاتك، وتحديد المجالات التي يمكنك تقليل الإنفاق عليها، لتتمكن من تخصيص مال أكثر لتحقيق أهدافك الادّخارية.
قم بعمل قائمة بجميع مصادر دخلك، بما في ذلك راتبك الشهري وأي مال تحصل عليه من أعمالك الجانبية بالإضافة إلى أي دخل سلبي قد تحصل عليه. بعد ذلك، قم بعمل قائمة بجميع نفقاتك، بما في ذلك النفقات الثابتة مثل الإيجار وفواتير المياه والكهرباء وأقساط القروض، بالإضافة إلى النفقات المتغيرة مثل البقالة والترفيه وتناول الطعام في المطاعم. قم بكتابة حتى أصغر النفقات للحصول على صورة دقيقة عن عادات الإنفاق الخاصة بك.
بمجرد قيامك بعمل قائمة بدخلك ونفقاتك، قم بطرح نفقاتك من دخلك لتحديد المبلغ المتاح لك من دخلك. هذا هو المبلغ المالي المتبقّي لديك بعد تغطية نفقاتك الأساسية. احرص على تخصيص جزء منه للادّخار.
تقليل النفقات
قد يكون العثور على طرق لتقليل النفقات والادّخار أمراً صعبًا، ولكنه أمر مهم جداً لبدء رحلة الادّخار الخاصة بك. ابدأ بتحديد النفقات التي تستنزف حسابك البنكي وقم بإجراء تغييرات صغيرة على عادات إنفاقك.
قم بتقييم مقدار ما تنفقه على الأنشطة الترفيهية وعادات تناول الطعام في المطاعم والمشتريات غير المخطط لها. وابحث عن طرق للاستمتاع بأنشطتك المفضلة دون إنفاق الكثير من المال، مثل طهي وجبات الطعام في المنزل أو العثور على خيارات ترفيهية مجانية أو منخفضة التكلفة.
تذكر أن تقليل النفقات لا يعني حرمان نفسك من كل ما تستمتع به. كل ما يتطلبه الأمر هو اتخاذ خيارات مدروسة وإيجاد التوازن بين احتياجاتك ورغباتك. من خلال تحديد المجالات التي يمكنك تقليص نفقاتك عليها وإجراء تغييرات صغيرة على عادات الإنفاق الخاصة بك، يمكنك تخصيص المزيد من المال لأهداف الادّخار الخاصة بك.
الادّخار التلقائي
يعدّ تحويل الادّخار لعملية تلقائية واحد من أكثر الاستراتيجيات فعالية لضمان توفير المال باستمرار. من خلال إعداد أوامر الدفع الثابت التي تصدر من حسابك الجاري أو حساب الراتب إلى حساب التوفير، فإنك ستتمكن من مقاومة إغراء إنفاق المال، وسيصبح الادّخار أولوية.
ابدأ بتحديد المبلغ الذي يمكنك توفيره براحة كل شهر بناءً على ميزانيتك وأهداف الادّخار، ثم قم بإعداد أمر دفع ثابت في يوم الراتب من خلال تطبيقنا لتحويل هذا المبلغ إلى حساب التوفير الخاص بك. بهذه الطريقة، يتم ادّخار المال قبل أن تتمكن من إنفاقه.
فكّر في فتح حساب توفير منفصل خصيصاً لصندوق الطوارئ أو لأهداف الادّخار الأخرى. يساعدك وجود حسابات منفصلة على تتبّع تقدمك ويضمن عدم استخدامك مدّخراتك لتغطية نفقات غير ضرورية.
متابعة التقدم والبقاء متحفزاً
من المهم أن تتابع تقدمك وأن تبقى متحفزاً لتتمكن من الاستمرار في رحلة الادّخار. ستساعدك مراجعة تقدمك بانتظام والاحتفال بإنجازاتك الادّخارية في البقاء على المسار الصحيح وعدم خسارة حماسك.
خصص وقتاً كل شهر لمراجعة ميزانيتك وتتبّع نفقاتك ومراقبة نموّ مدخراتك. قارن مدّخراتك الحالية بأهدافك الادّخارية وقم بعمل التعديلات حسب الحاجة. إذا شعرت بأنك لا تحرز تقدماً كبيراً، فقم بإلقاء نظرة عن قرب على عادات الإنفاق لديك وحدد المجالات التي يمكنك تقليل الإنفاق عليها أو إجراء تغييرات عليها.
من المهم أيضاً الاحتفال بإنجازاتك طوال رحلة الادّخار، لأن توفير المال يعد إنجازاً كبيراً، ومكافأة نفسك على التقدم الذي أحرزته سيساعدك على البقاء متحفزاً. لذا، دلّل نفسك بمكافأة صغيرة عندما تحقق أحد أهدافك.
وأخيراً، احرص على الالتزام بالادخار من خلال جعله عادة من عاداتك. تعامل معه مثل أي فاتورة أخرى يجب دفعها وضعه ضمن أولوياتك في الميزانية. تذكّر لماذا بدأت في الادّخار في المقام الأول، وتذكّر أهدافك طويلة المدى. ومع مرور الوقت والمثابرة، ستندهش من مدى التقدم الذي يمكنك تحقيقه نحو الاستقرار المالي.